الخميس، 7 أكتوبر 2021

كيف تحفظ الأمر الخامس

 الأمر الخامس :تجزئة المحفوظ

وهذا يعود لما سبق الكلام عنه، جزء المتن اذا كان طويلا، بل حتي لو كان المتن قصيرا جزئه حتي يكون الحفظ اثبت وارسخ، فمثلا اذا اردت ان تحفظ متنا في الفقه ثم رأيت ان المؤلف قد جعل للطهاره اربعه أسطر، وجعل للصلاه عشره أسطر، فأبدا بتجزئه هذا المحفوظ فأربعه أسطر في الطهاره فقد تسهل عليك، لكن المؤلف قد جعل للصلاه عشره أسطر وحفظها كامله قد يشق عليك، اذن فعليك ان تجزئها، ولا تقل سأحفظ فصلا كاملا... فقد يكون هذا الفصل الطويل لا يتيسر لك حفظه كما يتيسر الذي قبله، المهم انك كلما جزأت الحفظ كان ذلك ارسخ، ولا تقل سأتاخر في الحفظ، فالتاخر مع رسوخ الحفظ افضل من التعجل مع عدم رسوخ الحفظ، ومن ثم تفلت الحفظ. 

كيف تحفظ الأمر الرابع

الأمر الرابع :اختيار الهيئه المناسبه

بعض الناس الان قد يكون يمشي في السياره مثلا ثم يريد أن يحفظ قد يحفظ نوعا ما...... لكن لو تأخر حفظه فقد يصاب بنوع من الضعف، لكن الذي ينبغي هو ان يختار وقتا مناسبا ومكانا مناسبا وقدرا مناسبا وهيئه مناسبه. 

يقول بعضهم :الحفظ في حاله المشي والتردد افضل من المجالسه، واعرف طلاب علم يقولون :لا يمكن أن نحفظ الا ان نمشي ذهابا إيابا.

وبعضهم يقولون :لو امشي يرتج علي الحفظ.

وبعض الناس يقول :لا استطيع ان اضبط حفظ القرآن الكريم الا وان اقوم في وسط الليل وأبدا في الحفظ، اما في النهار فلا يتيسر لي.

فأنت يا طالب العلم لا تقلد زيدا ولا عمرا، فقد يكون زيد يناسبه الحفظ وهو جالس، أو وهو يمشي، وقد تحاول أن تحاكيه لكن لا يتيسر لك هذا.

وبكل حال، فانظر إلى ما ينفعك، والضابط في ذلك انت.

*فيك الخصام وانت الخصم والحكم *

فإذا عرفت من نفسك ان ذلك أنفع لنفسك فأفعله. 

يقول بعض أئمة الشافعيه (القراءه العاليه للحفظ، والقراءه الخافيه للفهم)

وهذا مجرب، فإن الإنسان إذا أراد أن يحفظ ثم قرأ بصوت عال وردد قد يكون أنفع له، لكن ان كنت تري من نفسك ان هذا لا ينفعك او يؤخر حفظك فاسلك ما تراه انسب لك، كما سبق تقرير ذلك.

الأربعاء، 6 أكتوبر 2021

كيف تحفظ؟ الأمر الثالث.

 الأمر الثالث :اختيار القدر المناسب من المتن المراد حفظه او الشرح المراد قراءته.

بعض طلاب العلم يبتدئ في حفظ متن مطول فيضعف عنه، فيصاب بنوع من الفتور والخمول وقد يصل بيه ذلك إلى اليأس وترك العلم، ولا شك أن هذا من المغالطه، فالعلم كما قال سلفنا (لا يؤتيك بعضه حتي تؤتيه كلك)، والعلم كما قال الزهري (اوديه، فمن تخبط فيها هلك، ولكن إذا أخذها شعبا شعبا علم وعمل وتعلم)

فالشاهد :اختر قدرا مناسبا ولو كان يسيرا، ولهذا بعض طلاب العلم يأتي وله همه عاليه فيبدأفي متن طويل أو شرح طويل، فإذا حفظت كثرت اغلاطه سواء في إسقاط جمله او تبديل جمله او في خطأ لغوي او نحوي، وكذا لو قرأ ذلك الشرح المطول فلم يفهم كثيرا مما قرأ قد يصاب بنوع من الاحباط، لكن لو اخذ متن قصيرا او شرحا قصيرا وجزأه كما سيأتي بيانه لوجد ان ذلك التحصيل اليسير يدفعه الي الاستمراريه حتي يكون الحفظ والفهم أمرا مألوفا. 

كيف تحفظ؟الأمر الثاني

 الأمر الثاني :اختيار المكان المناسب.

يختلف طلاب العلم فى ذلك فبعضهم يقول :انا اتهيأ في المسجد للحفظ اكثر من البيت، وبعضهم يقول :اتهيأ في بيتي للحفظ اكتر من المسجد، والضابط في ذلك :ان تختار وقتا ومكانا يلائمان، سواء كان في مسجدك او بيتك او في مكتبه عامه او في مزرعه.......الشاهد.... إن هذا الأمر يعود إلى كل طالب علم بحسب ما يجد الانفع في نفسه.. 

كيف تحفظ؟ الأمر الأول

الأمر الأول:اختيار الوقت المناسب 

احيانا يكون الذهن مشغولا بمشاغل حسيه ومعنويه ويريد الإنسان أن يحفظ ولا يستطيع، فيصاب بنوع من الاحباط، والسبب في ذلك عدم اختيار الوقت المناسب، ولهذا فمن اسباب تيسير الحفظ-بعد توفيق الله تعالي دائما أن تختار وقتا مناسبا وانت خالي من الصوارف الحسيه والمعنويه، ولهذا لاحظ كيف ان الخشوع في الصلاه يتنافي مع ان يصلي المرء وهو جائع او عطشان أو يريد النوم. 

ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله عندما تكلم عن قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا يقضي القاضي حين يقضي وهو غضبان) قال:(اما الاغلاق فقد نص عليه صاحب الشرع والواجب حمل كلامه فيه علي عمومه اللفظي والمعنوي، فكل من أغلق عليه باب قصده وعلمه كالمجنون والسكران

 والمكره والغضبان فقد تكلم عن الاغلاق، ومن فسره بالجنون او بالسكر او بالغضب او بالإكراه فإنما قصد التمثيل لا التخصيص ولو قدر ان اللفظ يختص بنوع من هذه الأنواع لوجب تعميم الحكم بعموم العله، فإن الحكم اذا ثبت لعله تعدي بتعديها وانتفي بانتفائها)

ولهذا من أراد أن يحفظ فعليه ان يختار الوقت المناسب فيكون مهيأ نفسيا وذهنيا وليس بمشغول ولا غضبان ولا مهموم.....

وهذا الشئ مجرب، ولذا تجد ان بعض الناس يحفظ كثيرا مع قله أوقاته، وبعض الناس لا يحفظ الا القليل مع كثره أوقاته، فإذا قارنت وفارقت وجدت ان السبب بعد توفيق الله سبحانه وتعالى هو اختيار الوقت المناسب، وأن ذلك من أنفع الأسباب لتيسير امر الحفظ. 

الثلاثاء، 5 أكتوبر 2021

أمور مشتركه لابد لطالب العلم منها في جميع طرق تحصيله للعلم الأمر السادس عشر والاخير

الأمر السادس عشر والأخير:كثره تلاوه القرآن الكريم.

وهذا الأمر يهمله كثير من طلبه العلم، وحقيقه ان كثره التلاوه فضلا عن كونها عباده وتزيد الإنسان محبه لله تعالي وخشيه منه-فأنها مما يزيد في طلب العلم.

واذكر لكم وصيه بنصها أوصي بها الإمام ابرهيم المقدسي تلميذه عباس بن عبد الدايم - عليهما رحمه الله تعالى-فقال إبراهيم لعباس:

(أكثر من قراءه القرآن ولا تتركه، فإنه يتيسر لك الذي تطلبه علي قدر ما تقرأ)

قال عباس :(فرأيت ذلك وجربته كثيرا، فكنت اذا قرأت كثيرا تيسر لي من سماع الحديث وكتابه الكثير، وإذا لم اقرا لم يتيسر)

فحري بك يا طالب العلم أن تعني بهذا الأمر، وأن تجتهد ما استطعت في قراءه القرآن الكريم، ففي ذلك زياده رغبه وقوه وعزيمه في التحصيل والطلب، وستزداد حبا للتلاوه وتحصيلا للأجر، ومع كثره التلاوه ستلاحظ انه يمر بك آيات تحتاج إلى فهم معانيها، وتمر عليك كلمات قد تكون غامضه عليك تحتاج إلى فك أشكالها، وتمر بك مسائل عقديه وفقهيه وأصوليه ولغويه وسلوكيه وتربويه، فيكون القرآن قد فتح لك أبواب الخير كلها، والاستكثار من ذلك والاستغلال عائد إلى عزيمه طالب العلم. 

أمور مشتركه لابد لطالب العلم منها في جميع طرق تحصيله للعلم الأمر الخامس عشر

 الأمر الخامس عشر :الاستفاده من مشايخ العلم وعدم التفريط في دروسهم.

وهذا من أعظم الأمور، بل هو من أصول التحصيل العلمي، والاستفادة من مشايخ العلم ليست مقصوره علي علمهم فحسب، بل يتعدى ذلك إلى النظر في شريف اخلاقهم وجميع آدابهم مع الآخرين. 

أمور مشتركه لابد لطالب العلم منها في جميع طرق تحصيله للعلم الأمر الرابع عشر

 الأمر الرابع عشر :رد الفضل إلى اهله

الفضل كله لله تعالي سبحانه وتعالى (ان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء) آل عمران 73.

هذا لااشكال فيه، لكن من علمك علما وافادك فائده ودلك علي امر جهلته فرد له فضله.

يقول اهل العلم :من أسباب بركه العلم ان ترد الفضل إلى أهله.

إذا افادك انسان بفائدة _من العلوم فأدمن شكواه أبدا

وقل فلان جزاه الله صالحه - افادنيها والق الكبر والحسدا

وكثير ما يضعف بعض الناس عن رد الفضل إلى أهله، وبخاصه اذا كان المفيد من اقرانه، ولا شك أن هذا من تلبيس إبليس، فرد الفضل إلى أهله وابشر من الله تعالي بما يسرك. 

أمور مشتركه لابد لطالب العلم منها في جميع طرق تحصيله للعلم الأمر الثالث عشر

 الأمر الثالث عشر:الحذر من التطلع إلي التصدر والترؤس.

فذلك من أعظم الموبقات والمعوقات لطالب العلم، فلا تنظر متي تجلس على كرسي الصداره، بل اطلب العلم وطلب العلم _بعد فضل الله تعالي _يقودك إلي خير كثير، ويدرأعنك شرا كثيرا.

أما إذا كان قصد من يطلب العلم ان ينظر متى يترأس؟ ومتي يتصدر؟ ومتي (يتشيخ)؟ فلا شك أن النيه هنا مدخوله..... فالحذر كل الحذر. 

أمور مشتركه لابد لطالب العلم منها في جميع طرق تحصيله للعلم الأمر الثاني عشر

 الأمر الثاني عشر :كثره شكر الله تعالي وكثره حمده كلما ازددت علما.

قال أبو قلابه :(اذا أحدث الله لك علما فأحدث له عباده، ولا يكن همك ان تحدث به الناس)

وفي ذلك اعتراف بفضل الله عليك، والافتقار إليه، والحذر من العجب، وكلما زادك الله عز وجل علما وفضلا فأكثر من شكر الله تعالي وحمده، فإن ذلك من أسباب الزياده..... (لئن شكرتم لازيدنكم) 

أمور مشتركه لابد لطالب العلم منها في جميع طرق تحصيله للعلم الأمر الحادي عشر

الأمر الحادي عشر :نشر العلم

نشر ما سمعت وما قرأت وما فهمت بقصد التقرب الي الله تعالي، ثم بقصد تثبيت العلم ونفع الناس، ولذا تلاحظ انك اذا سمعت الفائده ثم أخبرت بها زيدا او عمرا او اهل بيتك ومن تحب فإن في ذلك منافع كثيره، ومنها

-نشر العلم.

_اتساع دائره النفع

_جريان الأجر عليك بل وعلي كل من استفاد او بلغته تلك الفائده في حياتك وبعد مماتك، فإنه ينالك مثل أجرهم لا ينقص من اجورهم شيئا. 

أمور مشتركه لابد لطالب العلم منها في جميع طرق تحصيله للعلم الأمر العاشر

الأمر العاشر :تكرار ما حصلت من العلم سواء كان محفوظا أو مفهوما او مقروءا

وذلك لان تكرار الشئ يزيده رسوخا في الذهن. يقول البعض علماء علوم القرآن الكريم :(من حفظ بسرعه نسي بسرعه، ومن ختم في خمس لم ينس)

يعني من كرر حفظه للقرآن الكريم في كل خمسه ايام مره فالغالب أن حفظه يكون راسخا مستقرا في ذهنه فإذا استفدت معلومه فإن تكرارها وترددهاوالاخبار بها من أسباب رسوخا وبقائها.

ومما يحسن ذكره في هذا المقام ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال :(اذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره، وإن لم يقم به نسيه)

وورد أن ابن عمر رضي الله عنه مكث بضع سنين في حفظ سوره البقره. 

أمور مشتركه لابد لطالب العلم منها في جميع طرق تحصيله للعلم الأمر التاسع

 الأمر التاسع :ترتيب الأوقات

ترتيب الأوقات والسعي في المحافظه على لحظات وقتك من أعظم الأسباب في تحصيل العلم، فطالب العلم ينبغي أن يكون من ابخل الناس بالوقت أن يضيع سدي، وأن يكون من أكرم الناس في بذل العلم ونفع الناس، فأنظر في أوقاتك وكم يضيع من الأوقات بلا تحصيل، وبخاصه من ذلك الشاب الحريص.

يقول بعض السلف :(اذا مر علي يوم لم ازدد فيه علما فلا بورك لي في ذلك اليوم)

ونقل عن عامر بن قيس ان رجلا قال له :كلمني. فقال له:امسك الشمس.

ويقول الحافظ ابن الجوزي رحمه الله واصفا حاله اذا ابتلي بزياره من يشغل وقته بلا نفع.

(فأعددت أعمالا تمنع من المحادثه لأوقات لقائهم لئلا يمضي الزمان فارغا، فجعلت من المستعد للقائهم قطع الكاغد وبري الأقلام، وحزم الدفاتر..... فأن هذه الأشياء لا بد منها ولا تحتاج إلى فكر وحضور قلب، فأرصدتها لأوقات زيارتهم، لئلا يضيع شئ من وقتي.

فأوقات كثيره ولله الحمد، ولكن نحتاج الي ترتيبها، وبعض الناس يتعذر بعدم البركه في الوقت، ويقال لهذا وأمثاله :البركه موجوده، ولكن المعاصي والفوضويه تحجبها، ولو نظرنا في حال بعض مشايخنا رأينا-مع كثره مشاغلهم - حسن الترتيب في اوقاتهم ذلك لانهم أعطو كل ذي حق حقه ومستحقه بتوفيق الله عز وجل اولا، ثم بعنايتهم بأوقاتهم ثانيا. 

أمور مشتركه لابد لطالب العلم منها في جميع طرق تحصيله للعلم الأمر الثامن

 الأمر الثامن :تذكر وانظر في معارفك وفي اقرانك

ستري ان هناك من يصغر سنا قد حصل اكثر منك علما، وسترى أن هناك من يفتقد ضروريات وهي عندك كماليات قد حصل اكثر منك علما..... هذه المقارنه والمفارقه تزيدك إلى أن تكون مثله أو أحسن منه، والمهم إنك اذا نظرت في أصحابك ستري تمايزا، وانظر إلى من يقل عنك مالا وتيسيرا في سعه الرزق وفي سهوله الأسباب... فإذا رأيت من اولئك من قد فاقك علما فلزاما ان تشحذ همتك وان تغبطهم ولا تحسدهم. 

الجمعة، 1 أكتوبر 2021

أمور مشتركه لابد لطالب العلم منها في جميع طرق تحصيله للعلم الأمر السابع

 الأمر السابع :مجاهده النفس وعدم اليأس.

يستسلم بعض المبتدئين في الطلب في أول مراحله يعجز عن حفظ متن فيستسلم وييأس او يعجز عن إكمال قراءه كتاب فيضعف، أو يعجز عن فهم درس كان يحضره فيعزب عنه ويغفل عنه.

ولا شك أن هذا مما لا ينبغي أن يكون في طالب علم فعليك ان تجاهد نفسك (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)

واذا علم الله عز وجل انك تجاهد نفسك للصبر والمصابره فأبشر من الله بما يسرك...

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (افضل الجهاد ان بجاهد الرجل نفسه وهواه)

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحرى الخير يعطه ومن يتوق الشر يوقه) يقول أبو هلال العسكري رحمه الله تعالى:

(وكان الحفظ يتعذر علي حين ابتدأت ارومه، ثم عودته نفسه الي ان حفظت قصيده رؤيه (وقاتم الاعماق خاوي المخترق) فيه ليله وهي قريب من مائتي بيت)

وقد أخبرني بعض كبار السن انه كان هناك رجل في الحرام المكي قدم مهاجرا وكان لسانه اعجميا، يقول فكان اذا قرأ القرآن رفع صوته ليعالج حركه لسانه في نطق الأحرف العربيه يقول :فكنا نتأذي من نبرات صوته المتداخله وبعد مده من الزمن أصبحنا نتشوق لسماع قراءاته اذا قرأ.

الشاهد ان الانسان اذا جاهد نفسه ولم يستسلم سيري من الله فتحا وتيسيرا. 

أمور مشتركه لابد لطالب العلم منها في جميع طرق تحصيله للعلم الأمر الخامس والسادس

 الأمر الخامس :قراءه بعد كتب ادب الطلب.

تلك الكتب التي صنفت لطلبه العلم، حتي يعرف طالب العلم والمبتدئ في الطلب كيف يتأدب بأداب طلب العلم في حضوره لمجلس العلم؟ وفي حضوره عند مشايخ العلم؟ ومع اقرانه؟وكيف يعلم من يجهل؟ وكيف يتعامل مع أهل بيته؟ وهكذا... فكتب الطلب تفتح للانسان أبوابا كثيره من الخير.

ومنها علي سبيل المثال. (الجامع لاخلاق الراوي وآداب السامع) للخطيب البغدادي، وكذا (تذكره السامع والمتكلم)

لابن جماعه الكناني، وكتب اخري كثيره في هذا المبحث.

* الأمر السادس :مجالس المتميز في حفظه وفي فهمه وفي قراءاته.

ويجمع هذا :مجالسه من تري حرصه علي طلب العلم وذلك لان اصحابك ليسوا سواء، فهم يختلفون في عنايتهم بالعلم حفظا وفهما وقراءه ومحافظه علي اوقاتهم، وتميزا في تعبدهم، وتميزا في سلوكهم. فاحرص علي ان تلازم من تشعر انك تستفيد منه علما وخلقا وزياده في همتك. 

أمور مشتركه لابد لطالب العلم منها في جميع طرق تحصيله للعلم الأمر الرابع

 الأمر الرابع :قراءه سيره العلماء.

وهذا الأمر من أنفع الأمور، فأقراء كتب التراجم لحفاظ العلم وعلماء الحديث وغيرهم تري فيها عجبا، ولولا الاسانيد وتواتر الاخبار لكذبت بعض الوقائع، لان الإنسان يقف مبهورا متعجبا من قوه عزبمتهم وعظيم فهمهم وتاليفهم. 

أمور مشتركه لابد لطالب العلم منها في جميع طرق تحصيله للعلم الأمر الثالث

 الأمر الثالث:اجتناب المعاصي

المعصيه معطب، وهي عائق يقف سدا في تحصيل كل خير، وطالب العلم ينبغي أن يكون احرص الناس علي ترك المعاصي وعدم قربها.

قال بن مسعود رضي الله عنه (اني لاحسب الرجل ينسي العلم بالخطيئه يعملها)

وقال علي بن خشرم رحمه الله تعالى (رأيت وكيع بن جراح ولم يكن بيده كتاب، وكان يحفظ ما لا نحفظ، فعجبت من ذلك فسألته وقلت :يا وكيع، لا تحمل كتابا ولا تكتب سوادا في بياض وتحفظ اكثر مما نحفظ؟ فقال وكيع - وقد اسر في اذن علي.

ي علي ،ان دللتك علي دواء النسيان اتعمل به؟ قلت اي والله، قال :ترك المعاصي، فوالله ما رأيت أنفع للحفظ من ترك المعاصي.

لذا جاء فيها ذكر عن الشافعي انه قال في شعر له

شكوت الي وكيع سوء حفظي. فأرشدني الي ترك المعاصي

وقال اعلم بأن العلم نور. ونور الله لا يؤتى لعاصي

أمور مشتركه لابد لطالب العلم منها في جميع طرق تحصيله للعلم. الأمر الثاني الإخلاص في المقصد

 الأمر الثاني :الإخلاص في المقصد

لا تنتظر مدح المادحين، ولا ثناء المثنين، ولا إعجاب المعجبين... فهذه من اول المهالك والمعاصي في طريق كل عباده، وبالاخص طلب العلم، لأنها عباده متعديه الي من يسمعها ويقرؤها ومن تبلغه، وليكن هدفك وقصدك مرضاه الله تعالى.

وهنا امر للشيطان فيه نصيب، وهو ان بعض طلبه العلم اذا عالج نيته مرارا قد يغلبه الشيطان فيصده عن طلب العلم والسعي في تحصيله، وقد بين اهل العلم ان هذا من أعظم تلبيس الشيطان علي طالب العلم، فعليه ان يخلص النيه لله ويجتهد في ذلك ومهما لبس عليه الشيطان لابد أن يستمر فى جهاده، فذلك نوع من التعبد والمجاهده في سبيل الله..

أمور مشتركه لابد لطالب العلم منها في جميع طرق تحصيله للعلم.

الأمر الأول:الدعاء
أن يدعو الله دائما، فالدعاء بفضل الله تعالى يفتح ما كان مستغلقا، ويقرب ما كان بعيدا، ويجمع ما كان مفرقا، ويسهل ما كان عسيرا...
والكلام عم الدعاء وشأنه امر عني به اهل العلم افرصوا بيه مصنفات مستقله، والشاهد من المقال ان طالب العلم من أحوج الناس الي الدعاء، وكلما كان العبد اكثر ضراعه وابتهالا مع فعل الأسباب فسيري من ثمره دعائه وتوفيق الله له ما لا يخطر على باله.